وصارت الحشمة والحياء .. غريبان .. مقتولان

اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
... والعفة ...
والعفة درجات ومدارك .. عفة اليد .. عفة اللسان .. عفة النظر ..
عفة الجسد .. عفة الخيال ..
والمجتمع اليوم صار من المرونة..
حتى ذابت الفواصل وبدت الحدود في التلاشي ..
وغلبت المظاهر على الجواهر .. وطغت السطحيات على الأساسيات ..
وصار التباهي هدفا ..
.
.
والعلاقات جزء من المجتمع ..
والعلاقة وتوابعها أشبه بكبسولة مغلقة .. حيثما وجهتها بوجهتها الصحيحة ..
.. خدمتك .. وطهرت سمعتك .. وجعلتك في نظر الناس .. طاهر الملامح ..
نقي الأخلاق ..
.
.
وبناتنا اليوم ..

ولنقل القوارير .. كما شبههن سيد الخلق - صلى الله عليه واله وسلم - .. فالمرأة
كالزجاجة .. أقل خدش فيها يؤثر عليها .. والسمعة .. على أطراف الألسن ..
في مجتمع جاهلية اليوم ..

ولذلك قال تعالى ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) ...
وقال ( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) ...
وقال (وقرن في بيوتكن ) ...

فمابالنا اليوم .. والناس على أطراف صفيح ساخن من التخبط .. في مبادئ
الأخلاق .. واستباحت بعض القيم اليوم .. في العلاقات .. إلا ماثبتتها عادة أو
تقليد .. والعادات والتقاليد .. المجتمعية قابلة للذوبان في متغيرات العصر ..
والشئ إن لم يسنده دين .. لن يستمر خلق قويم على ماهو عليه ....

والحشمة اليوم .. صارت غالية .. وقد غلبت على قواريرنا المظهر الصاخب ..
والمظهر لا يخدم قضية زواج .. بقدر ما يخدم قضية رغبة ..
رغبة في الظهور .. رغبة في التباهي .. رغبة الزينة ..
رغبة في الغرور .. ودعونا من الإفساد ..
فإنه صار شيئا بديهيا ..
والخضوع في القول ..
قد يكون كلاما متكسرا لينا ..
قد يكون ضحكا ..
قد يكون همزا ورمزا وإشارة ...

وصار التحرش متبادلا اليوم .. فإن غلب الإتهام .. سابقا الرجل ...
إنه البادئ بالقول والفعل .. وترجمته حركاته وسكناته ..
ولأنه رجل ..
ولكن ..
الرجولة .. مبدأ فاضل .. ويتكسر عند فساد الأخلاق .. وانعدام المروءة ..
ولكن مايحصل اليوم .. أخطر من فتياتنا .. إذ .. لاقول .. أو استعمال
قوة في التحرش .. وإنما يعبر عن كل مصيبة ... أخلاقية في مجتمعنا اليوم ..
بقضية اللبـــــس ..
وصارت الحشمة والحياء .. غريبان .. مقتولان ..
يجرجران أذيال الخيبة .. في المجتمع ..
ولا تقوم الأخلاق على النصح والإرشاد .. بقدر ما نحتاج الى تربية شاملة ..
للآباء و الأمهات .. أنفسهم ..
ونعاني من انعدام البركة ...
والكسب الحرام ..
والغش والاحتيال ..
والغل في النفوس ....
والانصراف عن الخالق ..
هو مايؤثر في البيوت اليوم .. ويتجلى أثره على البيوت بساكنيها ..
واذا كان المربي فاسدا ..
فلا شرط أن تظهر آثار الفساد .. في عقوبات ربانية ظاهرة ..
وانما قد تتجلى .. في أبناء فاسدين .. وبيوت تنعدم فيها الراحة ..
لا سكينة ..
لا طمأنينة ..
وأبناء متفلتين .. ومجتمع متفلت ..
نحتاج الى إعادة ترتيب أوراق ..
ترسيخ الإيمان في النفوس ..
ترتيب الأخلاق ..
.
.
والعلاقات محمدة .. لمن يعرف كيف يوظفها .. ويعرف حدودها ..
خصوصا بين الجنسين ..

وذوبان اليوم .. إشكالية ..

والإختلاط أكبر إشكالية .. مالم يكن لضرورة .. والضرورات أنواع وقيم ..
والبنات اليوم .. لايعانين من غياب الوعي .. وإنما المعاناة
في التوظيف السليم .. للأخلاق .. والإحتشام .. واللبس .. والقول ..
والتعامل ...
لا نعاني من التخبط .. وإنما نعاني من عدم القدرة على اقرار الصحيح ..
لإن الإنسان بطبعه .. يحب الظهور .. والظهور هنا ..
كسب الود .. كسب الشفقة .. كسب القلوب ... كسب المادة ..
وكل على نيته ..

والشارع والجامعة .. وبيئة العمل .. وبيئة محيط الأسرة والأهل ..
يجب أن يكون قدر التعامل وحجم العلاقة على حسب ..
ضوابط النفس المكتسبة من الشرع والدين ..

والدين اليوم .. غائب يترنح من الألم .. من طعنات معتنقيه الكثيرة ..
حتى مصطلاحات الحشمة والحياء .. بقيت غريبة ..
تبحث عمن يعتنقها بصدق .. ويتودد اليها .. ويرتديها
من غالبية فتياتنا اليوم ..
.
.
والمشاعر والأحاسيس .. لا تكتسب بلبس أو مظهر .. ملون زاهي ..
ملفت للنظر .. وضيق .. فالسطحي لايولد إلا السطحي .. وعلاقات ..
بدأتها السطحيات .. ستقوم سطحية .. ويهدمها الأساس السطحي ..
الهزيل ..

.. رفقا بالقوارير فإنهن عوان عندكم ..
والعوان .. أي الأسيرات ...
وأسيرات اليوم .. صرن .. جلادات ..
والكل متهم ..
وعلى كل راع أن يتق الله في نفسه ورعيته ..
وعلينا أن نغير مابأنفسنا ..
والنفس ... ومدارك النفس .. عميقة ..
وجهاد النفس أكبر...



تحياتي ...
علاوي ستايل