لماذا خجل الشيخ الوائلي قدس سره؟

زائر

لماذا خجل الشيخ الوائلي قدس سره؟

يروي الشيخ حسن الصفار هذه القصة عن الشيخ أحمد الوائلي وأحيانا يصرح بإسمه وأحيانا لا يصرح به يقول:
'أتذكر أن أحد الخطباء الكبار - الشيخ أحمد الوائلي - جاء إلى الكويت، وكان له موقف سلبي من والده الإمام الشيرازي رحمه الله، فقال السيد الراحل - السيد محمد رضا الشيرازي - لجماعته قوموا نذهب لزيارته، فقال بعضهم: سيدنا كيف تذهب له؟ هذا من المناوئين لوالدكم، قال كذا وعمل كذا!! فقال السيد رحمه الله: لا بأس إنه من خدام أهل البيت ، ولعل له رأيا، ولعله مشتبه في ما يفعل، دعونا نذهب لزيارته قربة لله تعالى، وأصر أن يذهب، وبالفعل ذهب رحمه الله لزيارة الخطيب، وقد رأيت الخطيب فيما بعد، فسألته: هل زارك فلان؟، فقال: والله لقد أخجلني بتواضعه، وبهرني بعلمه، لم أكن أتصور أن الرجل بهذا المستوى من العلم والمعرفة، وبهذا الخلق العظيم، وأشاد به في أكثر من مجلس.'.
http://www.saffar.org/?act=artc&id=1541

يمكن أن نقسم الحالة التي اعترت الشيخ الوائلي إلى أربع علامات:

1. قسمه بالله

2. إنبهاره من العلم

3. خجله من الأخلاق

4. تحدثه بما وقع له

وهذه الحالة فوق المستوى الطبيعي إذ القسم بالله للتأكيد على الشيء والتشديد على عظمته والإنبهار بالعلم والخجل من الأخلاق ردة فعل صاعقة مخالفة لما كانت تكنه النفس ويحمله القلب والتحدث بما وقع للتكفير عن ما مضى.

ومن الواضح أن الشيخ الوائلي لم يكن موقفه السلبي من الإمام الشيرازي قائما على أساس علمي أو مبدأ أخلاقي وإنما شيء نفسي لأنه حالما رأى كمالات نجله الأكبر وفيوضات نفسه الشريفة أصابته حالة من الإنبهار والخجل ولدت انعطافة في موقفه تجاه والده لازمته إلى نهاية حياته.

http://www.14masom.com/aalem-balad/39/05.htm

ويذكرنا هذا النموذج المصغر بقصص أهل البيت عليهم السلام مع مخالفيهم وكيف عُبئوا ضدهم وكيف انعطفوا إليهم فالعبرة واحدة وإن كانت الأمثال تضرب ولا تقاس وأنقل إحدى القصص من كتاب (اللاعنف في الإسلام) الذي ألفه الإمام الشيرازي.

'روي: إنّ شامياً رأى الإمام الحسن (عليه السلام) راكباً فجعل يلعنه، والإمام الحسن (عليه السلام) لا يردّ.

فلمّا فرغ أقبل الإمام (عليه السلام) عليه وضحك، وقال: أيّها الشيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت إرتحالك كان أعود عليك لأنّ لك موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالا كبيراً.

فلمّا سمع الرجل كلامه بكى ثمّ قال: أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالاته، كنت أنت وأبوك أبغض خلق إليّ والآن أنت أحبّ خلق الله إليّ، وحوّل رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبّتهم'..
http://www.alshirazi.com/compilations/islamiceducation/la_onf/3.htm

فأولئك الذين اعتمدوا على أسماعهم وامتلأت نفوسهم وقلوبهم بالحقد والغل والضغينة وأفواهم باللعن والسب والشتم للآل عليهم السلام سرعان ما تعتريهم حالة من الإنبهار والصعق فور احتكاكهم المباشر بمعادن العلم والأخلاق وتنعطف مواقفهم باتجاه الحقيقة المنبلجة.

وفي زماننا أيضا يوجد من غُسل دماغه أو غُرر به ليحقد على هذا العالم الرباني أو يشتم ذاك الفقيه المجاهد وفي المقابل ما أندر من يجمعون مع حفظ علوم أهل البيت عليهم السلام تجسيد أخلاقهم بحذافيرها ومن هؤلاء النادرين الفقيه المحقق الولي الورع المربي المقدس آية الله السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه الذي مرت قصة الشيخ الوائلي معه.

من البديهي أن الأئمة الأطهار والآل الأبرار عليهم السلام لم يحيدوا عن منهجهم وطريقتهم للحظة ولكنهم غيروا النفوس التي تناوؤهم ببركات نفوسهم الشريفة وكمالاتهم المنيفة صلوات الله عليهم أجمعين فأثروا فيها نحو الخير وعطفوها نحو المحبة والولاية.

يقول الله تعالى (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما).

ويقول حليم أهل البيت الإمام الحسن عليه السلام: 'يا أخا أهل الشام: بين الحق والباطل أربع أصابع ما رأيته بعينك فهو حق وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا'.

زائر

مشكورع الموضوع

يسلمو اخي

زائر

tshkraaaaat

زائر

يسلمووووو ع المروووور