الأَكْرَف يَحْكي قِصَّةَ "امْرأةٍ تَعَثَّرَتْ في طَريقِها ولَعَنَتْ ظالمي الزَّهْراء" !
بِسْمِ الله الرَّحمن الرَّحيم
ما إِنْ انْتَهى شَيْخُنا الفاضِل الشَّيْخ حُسَيْن الأَكْرَف مِنْ قَصيدَتِهِ في مَسْجِدِ الزَّهْراء إلا وارْتَوَتْ أَسْماعُ الجَماهير بَعَذْبِ ما ألْقاهُ مِنْ أداءٍ راقٍ وكَلِماتٍ تَحْمِلُ مِنَ العِبَرِ الكَثير، فَنَزَلَ عَذْبُ ما ألقاهُ في كُلِّ قَلْبٍ مُعَنْوناً بـ "ماءِ الحنين" ، وهو إسْمُ هذا الإصْدار الأكرفي الّذي لايَحْتاج إلى تَعْريف.
يَهُمُّنا في هذا المَوْضوع مااختصَّتْ بِسَرْدِهِ فَقْرَةٌ مِنَ القًَصيدة، حَيْثُ نَغَّمَ فيها قِصَّةً مؤثِّرَةً عَلى شَكْلِ حِكايَةٍ مٌلَحَّنة، ورَوى لَنا عَنِ المَرْأةِ الّتي كانت تَمشي في طَريقِها، فَتَعثرَتْ قَدَماها فَلَعَنَتْ ظالمي الزَّهْراء، فـ أَقْبَلَ أَحَدُ الجلاوِزَة إلَيْها وضَرَبَها كأنَّها اقْتَرَفَتْ جُرْماً لَيْسِ لَهُ مَثيل في الشَّناعَةِ والفَداحَة، وكيف تم الإفراج عَنْها بِحَقِّ مَنْ والَتْهُم ؟!
المَزيد >>>
× الرَادُود: الشَّيْخ حُسَيْن الأكرف.
× الإصْدار: ماء الحنين.
× الفقرة: الثّانِيَة بعُنوان "رَجَعْت بونيني".
رجعــت بونـــيــني إلزمـــان الأئـــمــــه
لبوالــكاظــم اللـــي تألـــق فــي علمـــه
لموقف غمرنـــــي بعضـاته المُهمَّــــــه
لكل شيعي تجــري البتولــــــه في دمه
مُوالـــــي يقصهـــا ويفصِّـل
يقول انــه اتعنـَّى في يـــــوم
دخــــل عالإمــام بكــــآبـــــه
يقـول اللي شافه من اهموم
سلم على إمامـــــه واتبــادل التحـــيـَّـــه
لن يسأله اشتعاني إتكلم اشكي ليــَّـــــــه
أنا يـــا إمــــامــــي شِفــِت حرمه تنحــــب
أو جـــلاَّد ايذبهــــا أُو حالتهـــا تصعـــــب
تريـــد الـ يعـــــاون وَلا عـِــدهــا مهـــرب
تـِكسـَّــر دليـــلــــي ومدامعهــــا تنصـــب
شِفِتهـــــا وإجيتـــــك أخبــــرك
يبو الكاظم وحزني بيــَّـــــــــــه
واكيـــد انتـــه ما يرضى قلبــك
يـ نبــع الشيــــم والحميَّـــــــــه
رَد يسأل اشأمـــرهـــا وليش اللي جاري يجري
ليش اعتــــدى عليهـا منهو بسببهــــا يـــــدري
حرمــــه تمشي اتعثرت بيها قدمهـا
لعنت اللي حارب الزهرا وظلمهـــــا
اقبل الجلواز وبعيونه الغضب نـــــار
شايل ايده وصد الى الحرمه ولطمها
ياللي تروي كمّل قال ودمعه يهمل
هلت ادموع الإمام وظل يصيـــــــح
وانقطع عن اكله ما قــــدر يكـمله
والدمع علـ لحيته وصدره يسيـــح
على شنهو آذى هالحرمه الفقيره
على شنهو خذها باقيـــاده أسيره
أسف الدنيا لـ هاللحظـــه دنــيَّـــه
ولا بيها الخير الى الغرَّقها خيره
قال الى المسجـــد أريدك تلـفي وياي
ندعي ليها بالفرج .. وافقـته بالــراي
الله يافـــــوز اللي يدعي لــــــه إمامه
تجري عــــيناه الدمع واتلمها عيناي
لنه يــبــتــسم لي ومبــتـــــشر يقلي
الله فرّج عنها وبحـــق البــتـــــول
واللي فك اسرها يدري عن أمرها
والخبر صاحبنا ننتظره اشيقـــــول
إجي قال الحُـــرمه من أوفى الموالين
صدَق الراوي تـــراها امن المحبيـــن
عسى رب الزهـــره يتقبل سجنهــــــا
وعلى حب الزهره ماننسى المساجين
قال اقصدو ال هالحرمه وحمدوها كَشْف الغمه
وبلغوا التحـيَّــــــه مني بلغـــــوا سلام ورحمه
قصدنــــاهـــــا أُو زرنــــــاهـــــــا
أُو بلـــغـــنــــاهـــا تــحــيــّـاتـــــــه
شكرناهـــــــــا وهديــنــــــاهــــــا
هديــــه الهــــا من كرامـــاتــــــــه
بجــــت وانحـنـــت مستحـــيـــه ولقــــيـــنـــــاها مغـــشـــيــــَّه
أنـــا الصادق بكـــل جــــلالــــه أنـــا يـــســـلم اعلـــيَّـــــــــــه
قولو له لو كل مــره سِجنـوني ما من حسره
ما انسى إبنه الكاظم وادري الأجر عالـزهره
أنا وكلـــــــي وجميع أهــلي
نموت وما نـــتــــرك البضعـــــه
نعيش إلهــــا ونمــــوت إلها
ولا نقــــدر نحــبس الدمعـــــــه
سلام الله على اللي قبـــــــرها تغيـَّـــــب مثل حقـــــــهــــــا
فــــداها الأرض بالخلايــــــــق أُو بالمهدي يرزقـــــــهــــــا
وبالنِّسْبَةِ للرِّوايَةِ الَّتي اسْتَنَدَ لها الشّاعِر في كِتابَتِهِ للقصة .. فَهَيَ مَحْفوظَةٌ لَدَيَّ وَهَيْ عَنْ بشار المَكاري، وَسَوْفَ أُرْفِقُها بإذْنِ اللهِ في الرَّد القادِم،
×-×-×
إلا أَنَّهُ مِنَ الجدير بنا في هذا المَوْضوع أنْ نُشيد ونثني على هذا المُسْتوى الّذي وَصَلَ لَهُ شَيْخُنا بِمَعِيَّة شُعَرائِهِ للإنْتِقاءِ الرّائِعِ للرِّوايات ونَظْمِها في قَوالِبِ أَوْزانِه بِطَريقَةٍ إبْداعِيَّة، حَرِيٌّ بِنا أَنْ نَنْتَبِه لِما يَتَلَفَّظ بِهِ رادودُنا في الصُّروحِ الَّتي يُحيي بِها العَزاء، وأَنْ لاتَكون مِثْلما نَرى صُروحاً مُمْتلئة ومُزْدَحِمَة دونَ أَنْ تلتفت هذه الأفواج لِما يَقُوله ومايُشجي آذاننا بِه.
وهذه دَعْوَة للإصْغاءِ التام في المَرّات القادِمَة للكَلِمَة الّتي يُقدِّمُها لَنا الأَكْرَف، وإنَّهُ لَيْسَ مِنَ الغريب أَنْ يَغْضَب وتنفلت أعصابه أكثر من مرة أثناء تأدية القصيدة لأنَّهُ يَرى أَفْواجاً يَغُصُّ بِها المأتَم وتَكْبُتُ عَنْهُ النَّفَسَ إلا أَنَّها لاتَعِ لِما يَقوله .. طَبْعاً لَيْسَ الجميع .. ولكنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لايَعْلَمون !