من هو الخضر ومن هم آبائه وأمه وأبيه وكيفية الاختيار الإلهي له
أولاً: قيل أن الخضر اسمه ، خضرويه بن قابيل بن آدم(عليه السلام).
ثانياً: اسمه بليا بن ملكان بن عامر بن ارفخشد بن سام بن نوح .
ظاهر العديد من الروايات أن الخضر(عليه السلام) لم يكن نبياً ولا رسولاً ولكن كان رجلاً صالحاً وولياً من أولياء الله تعالى محدثاً ، ويشهد لهذا المعنى : سُئل الإمام الباقر(عليه السلام)عن المحدث ، فقال(عليه السلام): ينكت في أذنه فيسمع طنيناً كطنين الطست أو يقرع على قلبه فيسمع وقعا كوقع السلسلة على الطست. قال السائل انه نبي .
قال(عليه السلام)): لا انه مثل الخضر وذي القرنين.
ثالثاً: ظاهر العديد من الروايات أن الخضر(عليه السلام) شرب من ماء الحياة وانه باقي على قيد الحياة حتى ينفخ في الصور أو إلى أن يشاء الله . ويشهد لهذا المعنى ما ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): {{ أن الخضر(عليه السلام) شرب من ماء الحياة ، فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور....}} .
رابعاً : العلة أو الحكمة من اختيار الله تعالى للخضر(عليه السلام) وإطالة عمره الشريف يمكن تعددها أو تعدد تطبيقاتها ، منها:
((1)) الاحتجاج به على الأنبياء والصالحين (عليهم السلام) كما في قصة موسى (عليه السلام) .
((2)) الاحتجاج به على الأشرار الضالين وبالخصوص على قطب الشر المتمثل في الدجال الأكبر دجال آخر الزمان ، فعن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله): {يأتي الدجال وهو محـّرم عليه أن يدخل نقاب المدينة ..... يخرج إليه يومئذ رجل (خضر) هو خير الناس أو من خير الناس ، فيقول (الرجل) أشهد انك الدجال الذي حدثنا رسول الله(صلى الله عليه وآله)حديثه ، فيقول الدجال : أرأيتم أن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا
قال الرسول(صلى الله عليه وآله): فيقتله ثم يحييه فيقول(الرجل)حين يحييه: والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن .
قال (صلى الله عليه وآله): فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه.....}} .
((3)) الاحتجاج به على الناس عموماً كما في (1) و(2) وكما في إقراره بنبوة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وإقراره بإمامة أهل البيت المعصومين(عليهم السلام ) واحد بعد واحد ،
فعن الباقر(عليه السلام): { أن الخضر(عليه السلام) حضر عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وشهد بإمامة الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) واحد بعد واحد يسميهم بأسمائهم حتى انتهى إلى الخلف الحجة(صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه) }.
وعن الصادق(عليه السلام): { دخل أمير المؤمنين(عليه السلام) المسجد ومعه الحسن(عليه السلام) فدخل رجل فسلّم عليه ......
فقال(الرجل) : يا أمير المؤمنين جئت أسألك..
فنظر أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى الحسن(عليه السلام) فقال : أجبه...فقال الحسن(عليه السلام)....
فقال (الرجل) أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، وأشهد أن أباك أمير المؤمنين وصي محمد حقاً حقاً ، ولم أزل أقوله ، وأشهد انك وصيه ، وأشهد أن الحسين وصيك حتى أتى على أخرهم ...
قال (الراوي) : فمن كان الرجل
قال الإمام الصادق(عليه السلام): الخضر(عليه السلام)
((4)) التشرف والتبرك بوجوده المقدس لتأمين دعاء المؤمنين المخلصين ولدعائه (عليه السلام) للمؤمنين .
فعن الإمام الرضا(عليه السلام): { أن الخضر شرب من الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور ، وانه وأنه ليأتينا فيسلّم فنسمع صوته ولا نرى شخصه وأنه ليحضر ما ذكر ، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه وانه ليحضر الموسم كل سنة ، فيقضي جميع المناسك ، ويقف بعرفة ، فيؤمن على دعاء المؤمنين .
((5)) يؤنس وحشة قائما(عليه السلام) في غبيته ووحدته ووحشته .
فعن الإمام الرضا(عليه السلام): {{....أن الخضر(عليه السلام) يؤنس الله تعالى به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته }} .
((6)) ويمكنا أن يرجع جميع ما ذكر إلى الانتصار به للحق وأهله على طول الزمان وادخاره إلى نصرة الناصر للحق والآخذ للثأر الإمام صاحب العصر والزمان(عليه السلام) كما في الرواية السابقة وغيرها.
خامساً : ولنرد في المقام ما نفهم به المعاند والمغالط بإتمام الحجة العلمية والأخلاقية والشرعية عليه فإذا كابر فهو كالبهيمة بل أضل سبيلاً ، حيث يقال أن أطالة عمر الخضر(عليه السلام) كي يحتج به الموالي المخلص على أعدائه المعاندين ممن يعترض على طول عمر قائم آل محمد(عليه السلام) فعمل الخضر(عليه السلام) لحين الظهور المقدس هو أطول من عمر الإمام المعصوم (عليه السلام) .
فعن الإمام الصادق(عليه السلام): { أما العبد الصالح أعني الخضر(عليه السلام) ، فإن الله تبارك وتعالى ما طوّل عمره لنبوءة قدّرها له ، ولا لكتاب ينزله عليه ، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الإقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له ، بلى أن الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم (عليه السلام) في أيام غيبته ما يقدّر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر الطويل ، طوّل عمر العبد الصالح ، من غير سبب يوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم(عليه السلام) وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة